ستارمر: اجتماع دولي على هامش قمة العشرين لدعم جهود وقف إطلاق النار في أوكرانيا وتعزيز المسار السلمي
قبل ساعات من انطلاق اجتماعات قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن عقد لقاء دولي مهم يجمع الدول الداعمة لأوكرانيا بهدف بحث آليات تثبيت وقفٍ كامل لإطلاق النار، ودفع العملية التفاوضية نحو سلام دائم. وجاء إعلان ستارمر في بيان صحفي نُشر اليوم السبت عبر الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، مؤكدًا أن الاجتماع سيكون فرصة لتنسيق المواقف وإعادة ضخ الزخم في جهود التهدئة.
قال ستارمر إن دولاً عدة من "أصدقاء أوكرانيا" وشركائها ستلتقي خلال القمة لمناقشة السبل العملية لتثبيت وقف شامل لإطلاق النار وتهيئة ظروف حقيقية لبدء مفاوضات سلام جادة. وأوضح أن المناقشات ستتناول المقترح المطروح حاليًا بشأن وقف إطلاق النار، وكيفية تطويره بما يتسق مع الجهود التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للوصول إلى تسوية سلمية تنهي الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وفي لهجة نقدية مباشرة، أشار ستارمر إلى أن "هناك دولة واحدة فقط حول طاولة مجموعة العشرين لا تطالب بوقف إطلاق النار، وهي نفسها التي تطلق وابلاً من المسيرات والصواريخ"، في إشارة واضحة إلى روسيا.
اتهم ستارمر موسكو بأنها تكرر ادعاءاتها حول رغبتها في السلام، بينما "لا تعكس أفعالها ذلك إطلاقًا". وأكد أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا كبيرًا، شمل إطلاق نحو ألف طائرة مسيّرة و54 صاروخًا موجهاً نحو الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي يفاقم المعاناة الإنسانية ويقوّض أي فرصة لتهدئة ميدانية.
وأضاف قائلاً: "لا أحد يتطلع للسلام أكثر من الشعب الأوكراني. لم يمر يوم واحد منذ بداية هذه الحرب إلا وطالبت أوكرانيا بإنهاء القتال وسحب الدبابات الروسية ووقف إطلاق النار".
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن أوكرانيا أبدت استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات منذ أشهر، مشددًا على أهمية التكاتف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وشركائهما في أوروبا لدفع جهود الوصول إلى سلام عادل ودائم. وأعلن ستارمر استمرار التنسيق الوثيق مع واشنطن وكييف، بما يعزز وحدة الموقف الغربي خلال المرحلة المقبلة.
ودعا ستارمر إلى "وقف تدفق التمويل إلى موسكو" من خلال إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي، رغم التحديات الاقتصادية التي قد تنجم عن ذلك. معتبرًا أن هذا الإجراء يشكل أحد أهم المحاور للضغط على روسيا للانخراط بجدية في مسار السلام.
كما شدد على ضرورة دعم أوكرانيا في إعادة بناء قطاع الطاقة الذي تعرض لدمار كبير نتيجة الهجمات الروسية المستمرة، والتي تركت آلاف المدنيين في أوضاع قاسية وسط انقطاع الكهرباء والبرد القارس.
وفي ختام بيانه، دعا ستارمر المجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود للمضيّ قدماً في مقترح القروض الخاصة بالتعويضات، والمضمونة بالأصول السيادية الروسية المجمدة في الخارج، لضمان توفير مصادر تمويل كافية لأوكرانيا تمكنها من مواصلة الدفاع عن نفسها واستعادة بنيتها التحتية على المدى الطويل.
وقال ستارمر: "علينا جميعاً أن نخوض معركة السلام بجدية أكبر من أي وقت مضى"، في رسالة تعكس حجم الضغوط الدولية الساعية إلى إنهاء الحرب قبل أن تمتد تداعياتها أكثر على الأمن والاستقرار الدوليين.




